عن طريق النجاح

عن طريق النجاح



بقلم/ فيصل الصامت – دكتوراه علوم حاسوب 

كلنا، كطلاب علم، نسعى إلى النجاح كهدف أساسي، وإن كان النجاح أعم وأشمل من التحصيل العلمي.. لذا، فتعريف النجاح يختلف من شخص لآخر حسب الأولوية التي يوليها هذا الشخص للمهام المطلوب إنجازها في حياته، فقائل أن النجاح هو التفوق، وآخر يعتبره الشهادة العلمية، وآخر يعتبره المال، وغيره يعتبره السعادة والرضى عن الحال، وهكذا.. في الأخير، الكل يسعى لهدف، والكل يعلم أن الطريق لتحقيق الهدف (أو الأهداف) ليس مفروشاً بالورود، بل هو صعب وشاق ومتعب ومرهق ومكلف أيضاً (لن تبلغ المجدَ حتى تلعقَ الصبرا).

النجاح يبدأ بحلم، بطموح،  ثم يتحول الى قرار، إرادة تصمد أمام كل المعوقات، مع أمل يرافقك وصبر يواسيك على مشقة الطريق لأن سنة الحياة أن لا شيء غالي بدون ثمن، ومع هذا كله يكون العمل الجاد والمستمر هو الطريق الأوحد الذي سلكه كل الناجحون وسطروا بأحرف من نور قصصاً ترويها الأجيال ويحفظها التأريخ. الاستمرار والثبات مهم، مهما صادفنا من عراقيل، ومهما حصلت من انتكاسات فكما يقول الشاعر: 
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلـجــــا

الفشل في بداية الطريق أو منتصفه قد يكون من نصيب الكثير، ولكن المطلوب أن نتعود النظر للأمور بشكل ايجابي، فكما قال أديسون بعد أن "فشلت" ألف طريقة له في اكتشاف المصباح، وسُئل إن كان يشعر بالفشل، أجاب: لا، لكني تعلمت 1000 طريقة لاتؤدي إلى النجاح. التفاؤل والأمل مهمان، يقولون: إن قصص النجاح الحقيقي تولد دائماً من رحم الفشل، وأيضا: إن كثيراً من حالات الفشل فى الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا أنهم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الإستسلام !! 

نستطيع أن نجعل من الظروف الصعبة والإمكانيات المتواضعة سبباً وحافزاً للنجاح، ولذا قالوا (المعاناة تولد الإبداع)، وهذا ما نلمسه جميعاً في جامعتنا وغيرها، فطلابنا ولله الحمد يضربون أروع الأمثال في التفوق والتميز والنجاح، ولم تمنع ظروفنا الصعبة الكثير من الإنجاز والإبداع في مجالاتٍ شتى، وهم أكثر من أن نحصيهم.. فلهم جميعا خالص التحية والتقدير والامتنان، وعلى دربهم كلنا سائرون بإذن الله، ولكم أعزائي خالص الامنيات بالتوفيق والتميز والنجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق