الشخصيـة المؤثـرة

الشخصيـة المؤثـرة



بقلم/ نبيل الكميم – دكتوراه نظم معلومات - علوم حاسوب

المتأمل في الناس يجدهم أانواعا وأصنافا شتى وقل أن تجد فيهم شخصاً يتوق الناظر للقائه والسامع للحديث معه.. تفتقده في أوقات ضجرك وأوقات سعادتك تحس باحتياجك له وقت احتدام المصائب أو توالي المشاكل.. شخصية تُستشارإن كانت قريبة  منك أو تتخذها قدوة وإن كانت بعيدة عنك، هذا ما يسمى بالشخصية المؤثرة .

والمتأمل في مثل صاحب هذه الشخصية يجد أنه يمتلك أسرار قد يعيها وقد لا يعيها أحيانا، نظراً لما تعودت عليه فطرته السليمة  وتخلقت به محاسن صفاته الحميدة.. ومن إحدى أسرارالشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة هي البعد العاطفي الصافي النقي الذي لا يمكن التأثير بواسطته إلا عن طريق إبداء الاهتمام الصادق بالأخر، وبذل المعروف والخير له، والنصح وتجنيب السوء عنه مثل هذا الصنف يدفع الناس إلى حبه وتقديره وعدم رفض طلبه.. لذلك صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين يُخبرالطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس فيقول: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)..

كما ان الشخصية المؤثرة هي شخصية دائمة النداء إلى توحيد الصف ونبذ الفرقة، والتعاون الجماعي لفعل الخير.. هدفها نشر المحبة ونبذ الكراهية مهما ترائى أمام عين صاحبها اختلاف الناس واختلاف توجهاتهم.. ألا إنه لا يرى بعين صاحب الجنس أو اللون أو التوجه الواحد، وإنما يرى بعين مجتمعه وبيئته التي هي عين الأمة  التي تسع الجميع في وطن اسمه الأخوة، ولغة اسمها  المحبة، وشعار اسمه حب الخير للغير، وثقافة هي ثقافة التسامح ونبذ التعصب..

كما ان الشخصية المؤثرة هي شخصية مستقلة بذاتها لا تتأثر بالعوامل السطحية، فلا تحكم على الأشخاص الاخرين بمجرد رؤية ظاهرهم، أو لمجرد السماع عنهم من طرف أخر.. وإنما تتريث  فتعاشر كل الناس بلا استثناء بحسن خلق، وتأني، وروية.. ثم تملك زمام التمييز بينهم.

نلخص مما قرأناه أن الشخصية المؤثرة كنز وثروة يطمح كل عاقل ان يتمثلها، وينضوي تحت رايتها.. فهل لدينا القدرة والاستعداد للتحلي بصفاتها وبعض أخلاقها؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق