الحقيقة والسراب

الحقيقة والسراب



بقلم/ عبدالرزاق يحيى الحبابي – دكتوراه علوم حاسوب

هل يمكننا القول بأن ما تقوم به البشرية اشبه باللهاث وراء السراب أم أنها الحقيقة تكمن وراء الاسوار البعيدة عن عقولنا؟

اسمحوا لي اخواني الأعزاء أن أفتتح مقالتي بالسؤال أعلاه هل نحن فعلا في الاتجاه الصحيح أم أنه السراب؟ قد يقول البعض إن هذا القول مدعاة للتشاؤم، وأنا أقول أن الحقيقة الغائبة عن أذهاننا جميعاً أننا وضعنا أنفسنا في ذات الدوامة .. دوامة الحياة؟ ووقعنا في الشرك ذاته الذي جعلنا نتوه بين أحلامنا أشبه بتيه بني اسرائيل! قد نبذل من الجهود الكثير والكثير ونحقق النجاحات ولكننا نكتشف في الاخير أننا ذهبنا في الطريق الخطأ، إذاً من المهم تحديد بوصلة الحياة بدقة ماذا نريد؟ وأين الاتجاه الصحيح الذي نمضي نحوه؟ وقد أعجبتني قصة قرأتها منذ زمن عن عامل أرسله مديره لإيصال ظرف ما إلى احدى الشقق في عمارة كبيرة، وفعلا أوصل الظرف، ولكن مديره تلقى اتصالا بعدها بأن الظرف لم يصل، ليكتشف لاحقاً أن الموظف استقل المصعد الخطاء، فظن أنه اوصل الرسالة، ولكنه لم يفعل رغم جهده المبذول.. فمن الجيد التحقق من صحة الطريق الذي يوصلنا الى أهدافنا.. من هنا قد يقول قائل: ولكنك تريد حياة مثالية  لا وجود لها على أرض الواقع.. ليس عيبا أن نبحث عن الكمال، إنما العيب هو ان ندفن رؤوسنا في الأرض كالنعام، ونظل ننتظر ما تأتي به الأيام، دونما جهد أو عمل..

زملائي الكرام.. يجب ان نحلق عاليا لننظر الأمور من أعلى حتى تكتمل الصورة لدينا، فالحياة ليست هما دراسيا فحسب، بل إنها أكبر من ذلك!  دعوني أطرح ثلاثة اسئلة، وأرجو منكم الإجابة عليها بتجرد.. السؤال الأول: ماذا تعني السعادة بالنسبة اليك؟ السؤال الثاني: ما هي رؤيتك في الحياة لمدة عشرين عاما من هذه اللحظة؟ السؤال الثالث والأخير: لو بقى من عمرك ستة أشهر فرضاً ماذا تتمنى ان تحققه في هذه الفترة؟ أعتقد أن الإجابة على الاسئلة الثلاثة ستفتح الباب على مصراعيه امام جدلية المصير والمستقبل المجهول، امام كل واحد منا..

لكن ختامـــــــــــــا.. أود القول أن الوقت يمر ولا ينتظر أحد فعش كل يوم من أيام عمرك وأنت سعيد به، ولا تسوف فالسعادة تمر من أمام ناظريك كل  لحظة، فلا تتركها تذهب أدراج الرياح ثم تظل تنتحب وتبكي الاطلال، ما زال في الوقت متسع وما زالت هنالك شرفات الأمل تطل برؤوسها علينا لنسعى إليها.. لنسعد أنفسنا ومن حولنا.. وليكن شعارنا قول الباري جل وعلا على لسان يعقوب وهو في أعلى درجات الضيق والكرب :{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}  جعل الله أيامكم كلها سعادة وهناء، وفتح أمامنا أبواب الأمل الذي ليس له حدود..
فائق احترامي..

هناك تعليق واحد:

  1. Well said Dear Dr. Razaq !
    that is so essential and important issue i agree that many people really need to determine their right path and next step in life. thanks a lot for that effort .
    regards!

    ردحذف